«لحظة وداع» قصة قصيرة للكاتبة حنان عزت عويس

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

لم تكن تدري أن يومًا يمكن أن يأتي وتودع فيه الأحباب.. خمسة وأربعون عامًا وهي تسير في الطرقات من بلد إلى بلد آخر، تحمل أناسًا لا تعرفهم، لم يرحمها أحد، فهناك من يقسو عليها، ومن يبطش بها، تعيش شقاء فصول السنة بين المدن والشوارع والبيوت، تتحمل فوق طاقتها ...

عاشت وهي تصول وتجول في مدن وشوارع الليل!!! ... بلد تحملها وبلد تضعها ... تشقى؛ تنقذ أرواحًا؛ تحارب من أجل صاحبها ....

و حينما وجدت نفسها في أحضان من يستحق أن تخاف عليه و يخاف عليها، حينما وجدت صديقتها تموت سارت بسرعة الصاروخ ... لإنقاذ حياتها تمكث لحظات رغم تهالكها وقلة إمكانياتها وشقاء السنين لم تكل ولم تمل، وصبرت حتى تخطت الأزمة وارتاحت، لم يتركها القدر ترتاح .... لقد قرر إنهاء حياتها دون سابق إنذار !!! ..

تبكي لم أشكُ لأحد، كنت أعيش سعيدة وراضية رغم تعبي ؛ لكن ظللت أسعد بسعادة من حولي...

كان صاحبي يقبلني وحينما كان يهتم بي مجرد وضع يده على أشعر براحة لم أجدها طوال مشوار حياتي ....

وجاء اليوم الذي لم أكن أعرفه ولا أحب أن أكون في هذا الموقف الصعب وصاحبي يتمزق حزنًا وألمًا، من أجلي ...وأنا أيضًا.

كيف أموت وأنا أسير أفضل من الأول؟ لماذا؟!!! لماذا تحكم علي بإعدام في هذا الوقت بالذات؟؟ من أجل من؟؟؟!!!

تقضي علي، صاحبي يبكي؛ دموعه تغرقني.. وصاحبي وأهلي وأصحابي يشفقون على .... بأي حق يحكم على بالموت؟ أي قانون هذا؟؟!!

أهذه الحياة!! عندما نجد الراحة تنتهي؟؟

يا الله!!  وجاء اليوم الموعود لا أحب لحظات الوداع .... يقول صاحبي بكل سهولة تسيرين من أمامي أفقدك؛ وأنا الذي عشت عمري أبحث عن قلب يحتويني مثلك، من أين أجد مثلك؟ من أين أجد أصلك يا أصيلة ... منذ أن عرفتك وأنت لم تخذلينٍ، طوال عمرك وأنت ستر وغطاء لي .....

أنا لا أشك دقيقة في أني لن أجد من يعوضك، لن أجد من يمكن أن يدنو من رقتك وحنانك؛ انتهى كل شيء، لم يعد في العمر بقية ...

يكفيني أن تكوني أنت آخر وجه أراه في الدنيا وداعًا يا صاحبي ...

وداعًا سيارتي الحبيبة .....